كفايه جنان يــ ابو حنان
Enough madness, Abu Hanan
سعيد ابراهيم السعيد
الخميس 2025/2/6
▪️أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاستيلاء على قطاع غزة "صدمة" على الصعيد العالمي بشكل عام والصعيد الإقليمي خصوصا، سيما أن الرئيس يخطط إلى دفع كل من مصر والأردن إلى استقبال الفلسطينيين، بالرغم من الرفض القاطع لهاتين الدولتين.
وكان ترامب أعلن قبل أيام أنه يضغط على الأردن ومصر ودول عربية أخرى لاستقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة تحت مسمى "تطهير غزة"، ما أثار ردود فعل رافضة من القاهرة وعمان والعديد من الهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية.
وبالرغم من الرفض القاطع للبلدين، إلا أن الرئيس الأمريكي أعاد في أكثر من مناسبة تأكيده الجازم على أن كلا من البلدين سيقبل بذلك "لأننا نفعل الكثير من أجلهم، وسيفعلون ذلك".
ومساء الثلاثاء، تحدث ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة، ما أثار ردود فعل رافضة على الصعيد الدولي.
وقال ترامب بعد محادثاته مع نتنياهو في البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضا"، مضيفا: "سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة".
وزعم الرئيس الأمريكي أن غزة "يمكن أن تُصبح (بعد سيطرة بلاده عليها وتطويرها) ريفييرا الشرق الأوسط". كما لم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في قطاع غزة.
كما تطرق ترامب إلى ملف تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية، معتبرا أن الرياض تريد السلام، ولا تطالب بدولة فلسطينية في المقابل.
وجاء حديث ترامب على الرغم من تأكيد المسؤولين السعوديين على كافة الأصعدة أن المملكة لن تقيم علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي دون إقامة دولة فلسطينية. ما دفع السعودية إلى التشديد على موقفها مجددا موضحة أن موقفها ثابت لا يتزعزع و”ليس محل تفاوض أو مزايدات”.
وتثير تصريحات ترامب المتلاحقة بشأن غزة وتجاهله المواقف العربية الرافضة لهذا التوجه قلقا واسعا في الأوساط السياسية في المنطقة، حيث حذر محللون من تداعيات خطيرة لمقترحات الرئيس الأمريكي، والتي اعتبروها تعكس "نوايا عدوانية” تجاه القضية الفلسطينية، وتمثل تهديدا لمصر والأردن والمنطقة بأسرها.
إن "خطة ترامب بشأن غزة تدل على نواياه العدوانية في القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "هذه النوايا لا تهدد القضية الفلسطينية فحسب، بل تشكل أيضا تهديدا لمصر والأردن والمنطقة بأسرها".
في هذا الصدد سيتعين على دول المنطقة أن تتحسب لنهج ترامب العدواني تجاه القضية الفلسطينية في الولاية الجديدة برئاسته".
أن "ترامب يعتقد أن الدول العربية تعمل تحت إشراف الولايات المتحدة، وأنه بمجرد أن يصدر الأوامر، يجب أن تُنفذ.
لكن هذه القراءة للموقف السياسي الدولي مغلوطة.
أن “الدول العربية بدأت تدرك أكثر من أي وقت مضى أهمية مصالحها واستقلالية قراراتها، وهي ليست مجرد أدوات في يد الإدارة الأمريكية .
أن "الردود على تصرفات ترامب قد تكون مفاجئة له، خاصة في ضوء الاستقلالية السياسية المتزايدة لبعض هذه الدول".
أن "مصر والأردن بطبيعة الحال مستهدفتان في هذه الخطة، ولا تمتلكان خيارا سوى المعارضة، حتى لو كانت هذه المعارضة تنطوي على عواقب كبيرة، لكن هذه العواقب ستبقى أقل بكثير من عواقب الرضوخ لهذه الخطة.
أن "المعيق الأكبر تجاه هذه المشاريع هو رفض شعبنا الفلسطيني وتمسكه بأرضه، وكونها ضد الحالة العربية والرفض الإقليمي. حتى الدول العربية لن تقبل بها، وتجدها تهديدا استراتيجيا طويل الأمد".
وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، كشف أن الأردن مستعد للحرب في حال تم إجبار الفلسطينيين بالقوة على الهجرة إلى أراضيه.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة في عمان والقدس قولها، إن آخر ما تريده الأردن هو الحرب، وهي حريصة على التوصل إلى حل سلمي، لكنهم يصرون على أن الأردنيين سيغلقون الحدود إذا بدأ اللاجئون في العبور إلى البلاد.
وقال أحد المصادر للموقع البريطاني: "وإذا سعى الإسرائيليون إلى إعادة فتحه، فسيكون ذلك سببا للحرب".
أن "تصريحات ترامب لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، لأنها تعكس رؤية ومشروعا متكاملا تتقاطع به إدارة ترامب واليمين المتطرف في إسرائيل، وينسجم مع مشاريع استراتيجية تتعلق بغزة".
هذه المشاريع تتطلب تهجير السكان في أكبر عملية تطهير عرقي عرفها التاريخ المعاصر، وأهم المشروعات الاستراتيجية تتعلق بمشروع غاز المتوسط على سواحل غزة، وخط السكة الحديد الذي طرحه بايدن في قمة العشرين، وقناة بن غوريون، بالإضافة إلى التخلص من الكابوس الأمني الذي ضرب إسرائيل في مقتل والمتمثل في الكتلة الديموغرافية في غزة".
أن "المطلوب الآن هو دعم وتعزيز الموقف العربي الرسمي والشعبي الرافض للتوجه الأمريكي"، داعيا إلى "القيام بحملة دبلوماسية على المستوى الدولي لتنسيق الخطوات في كافة المحافل الدولية”.
و من الضروري عقد قمة عربية تهدف بالدرجة الأولى لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه عبر الدفع بتطبيق البروتوكول الإنساني بكل تفاصيله".
ومن المعروف ان "ترامب رجل صفقات كبرى وليس صفقات صغرى، وهو يدرك، مثل نتنياهو، أن فكرة السيطرة الأمريكية على غزة أو تهجير سكانها منفصلة عن الواقع تماما، ولو كانت هذه الفكرة ممكنة، لكانت إسرائيل نفذتها خلال هذه الحرب دون انتظار ترامب".
لذلك، يبدو تصور الرئيس الأمريكي عن هذه الخطة أقرب إلى تدشين عملية مساومة من أجل تأمين نوع من الصفقة الكبرى في الشرق الأوسط، وقد يكون التخلي عن فكرة تهجير سكان غزة مقابل تطبيع سعودي إسرائيلي أحد أوجه هذه الصفقة الكبرى".
أن "فكرة التهجير ليست سهلة، فترامب للمرة الثانية غير قادر على قراءة حقيقة الموقف العربي وتعقيداته، فقد فشل في صفقة القرن في دورته الأولى، واليوم بدأ بخطوة أعتقد أنها صعبة التحقيق".
#حفظ_الله_مصر
0 تعليقات