يا ليت قومي يعلمون (3)
بقلم : محمد فتحي شعبان
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده ، و أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا نبيه وعبده ، و أشهد أنه بلغ الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة وأن الله كشف به الغمة فتركنا علي المحجة البيضاء .
أما بعد :
ياليت قومي يعلمون ...هذه الكلمات التي ذكرها الله سبحانه علي لسان صاحب يس ، هذا الرجل الذي جاء يسعي من أقصي المدينة ...ينصح إلي قومه يا قوم اتبعوا المرسلين ...اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدين ...الشفقة علي قومه والرحمة بهم ، إنها صرخة من القلب تحمل هم قومه ...يحمل هم هدايتهم ...يا ليت قومي يعلمون نعم ليتهم يعلمون و ينتبهون للأحداث التي تحيط بهم ...
ذكر أن الخليل بن أحمد قسم أحوال الناس فيما علموه أو جهلوه أربعة أقسام لا يخلو الإنسان منها :
الأول : رجل يدري و يدري أنه يدري فذلك عالم فسألوه
الثاني : رجل يدري و لا يدري أنه يدري فذلك ناس فذكروه
الثالث : رجل لا يدري و يدري أنه لا يدري فذلك مسترشد فارشدوه .
الرابع : رجل لا يدري و لا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه .
فكثير من الناس لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ، في غفلة عما يحدث حولنا وعن ما يحاك للأمة ...نعم الأمة ..الأمة التي تجمعنا جميعا تحت عباءتها مهما كانت الجنسية التي نحملها أو القومية فنحن اولا وأخيرا أمة مسلمة ...يقول سبحانه ( هو سماكم المسلمين من قبل ) مازالت الدعوة إلي إحياء القوميات قائمة علي قدم وساق ، مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بمثل هذا الدعوات وقد نسي الجميع قول النبي صلي الله عليه وسلم ( دعوها فإنها منتنة ) نعم إنها منتنة لا يأتي من وراءها إلا كل قبيح وكل فساد .
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخر وا بقيس أو تميم ، نعم الإسلام هو سر عزنا و فخرنا القارئ للتاريخ والذي يتفكر و يتدبر وعنده إنصاف يدرك تماما مدي عظمة هذا الدين ، ومدي عظمة هذه الحضارة التي ارتبطت بهذا الدين ...ولكن ...ماذا حدث للمسلمين ...كيف حدث هذا الإنحطاط ...تركنا هويتنا فكانت الهاوية ...
ومسألة ضياع الهوية الإسلامية و إنسلاخ المسلمين عنها صورها النبي صلي الله عليه وسلم فقال ( لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع ، حتي لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم ، و حتي لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتنوه ) أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه الألباني .
يا ليت قومي يعلمون
0 تعليقات