أَنَا مِنْ أَكُون بِقَلَم ياسر زكي مصر 🇪🇬

 

أَنَا مِنْ أَكُون 




بِقَلَم   ياسر زكي  مصر   🇪🇬

جَلَسْت وَحِيدًا كَيْ أُرَاجِع أَفْكَارًا تَدُور بِخَاطِرِي،  حِينَمَا تَرَاوَدَنِي نَفْسِي كَثِيرًا وَتُسْتَدْرَجني طَيِّبَةٌ قَلْب حَتَّى أَكَادُ أَنْ أُفْتَنَ، يَتَوَقَّف فِكْرِي عِنْدَ جُمْلَةِ صَغِيرَة، تَحْمِل بِدَاخِلِهَا مَعَان كَثِيرَة  

أَنَا مِنْ أَكُون


يَرَانِي الْبَعْض مُدَلَّلًا مُهَنَّدَم الْمَلَابِسِ ذُو مُظْهِر حَسَن بَشُوش الْوَجْهِ،، وَلَكِنْ مَا بِدَاخِلَيْ يَعْكِسَ ذَلِكَ تَمَامًا، فَوَاللَّهِ لَوْ رَفَعَ اللَّهُ عَنِّي غِطَاءٌ السَّتْر لَوَجَدْتُمْ أَقْبَحِ مَا بِي،، فَلاَ تَأْخُذْكُمْ مُظَاهِر خَدَّاعَات 


هَلْ تَعْرِفُونَ قِصَّة جُلَيْبِيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ 

كَانَ جُلَيْبِيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِإِيملك أَيْ شَيْءٌ مِنْ جَمَالٍ الْوَجْهِ كَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَصِيرٍ جِدًّا وَذُو وَجْه مُتَجَعِّد وَأَسْوَد وَفَقِير جِدًّا. أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ فَكُلَّمَا ذَهَبَ إلَى فَتَاه يَتِمّ رَفَضَه لِسُوء مُظْهِرَة وَفَقْرِه،وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ مَا بِدَاخِلِهِ،،

 فَذَهَبَ إلَى رَسُولِ اللَّهْو صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْتَكِي مِمَّا أَتْعَبَه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ اذْهَبْ إلَى بَيْتِ فُلَانٍ وَقُلْ لَهُمْ أَنْ رَسُولَ اللَّهِ يُطْلَبُ يَد ابْنُتكم لِي،،، فَذَهَبَ جُلَيْبِيب كَمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَطُرُق الْبَابِ وَخَرَجَ لَهُ رَبُّ الْأُسْرَةِ فَقَالَ لَهُ مَاذَا تُرِيدُ فَقَالَ جُلَيْبِيب رَسُولُ اللَّهِ يُطْلَبُ مِنْكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي ابْنُتكم فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ سَأُفَكِّر وَدَخَلَ الرَّجُلُ إلَى الْمَنْزِلِ وَحَدَّث زَوْجَتِه وَجَلَسَا يُفَكُّران فَرَفَضا جُلَيْبِيب وَقَالَتْ الزَّوْجَةُ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ شَيْ مِنْ الْجَمَالِ وَلَا الْمَالُ، حِينَهَا  خَرَجَتْ عَلَيْهِمْ ابْنَتَهُمْ وَقَالَتْ بِمَا تُفَكِّرُون قَالُوا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ يُرِيدُ أَنْ يَزُوجكي لِجُلَيْبِيبٍ  فَقَالَتْ لَهُ اتِّفَكَّرُون بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّا مُوَافَقَة فَأَخْبَر الْأَب جُلَيْبِيب بِمَا حَصَلَ فَفَرِح جُلَيْبِيب جِدًّا وَذَهَب يُبَشِّر الرَّسُول فَتَبَسَّم الرَّسُول وَزُفَّتْ الْفَتَاة إلَى جُلَيْبِيب وَفِي لَيْلَةِ الْعُرْسِ،، 

 وَقَبْلَ الدُّخُولِ بِزَوْجَتِه نَادَى الْمُنَادِي لِلْجِهَاد يَأْخُيل اللَّهُ ارْكَبِي فَتَرَك جُلَيْبِيب زَوْجَتِه،، وَلَحِق بِرَكْب الْمُجَاهِدِين وَبَعْدَ انْتِهَاءِ الْمَعْرَكَة رَاح الصَّحَابَة يَبْحَثُونَ عَنْ الْمَفْقُودِين وَعَادُوا إلَى رَسُولِ اللَّهِ وَقَالُوا لَمْ نَجِدْ أُحُدٍ قَدْ اسْتُشْهِدَ فَقَالَ رَسُولُ لِلَّه" أَنَسِيتُمْ جُلَيْبِيب" فَقَام الرَّسُول يُبْحَثُ عَنْهُ بِنَفْسِهِ وَوَجَدَهُ قَدْ اسْتُشْهِدَ وَبِجَانِبِه عَدَدٍ مِنْ الْكُفَّارِ قَدْ قَتَلَهُمْ جُلَيْبِيب وَوَقَف الرَّسُول جُنُب رَأْس جُلَيْبِيب وَبَعْد لَحَظَات أَحْمَر وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ فَتَعَجَّب الصَّحَابَة وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ سَبَبِ احْمِرَار وَجْهِهِ فَقَالَ لَهُمْ لَقَدْ رَأَيْتُ زَوْجَات جُلَيْبِيب مِنْ الْحُورِ الْعِينِ قَدْ نَزَلْن لِيَزْفُونَه إلَيْهِمْ وَقَدْ أَحْمَر وَجْهِي خَجَل. 

فَلَا تَأْخُذُوا بِالْمُظَاهَر،،  فَالْمُظَاهِر خَدَّاعَات،، فَبَعْضُ النَّاسِ مِثْلَ الرِّوَايَات تَجِدُهَا تَحْمِل غِلَافًا جُذَابا، وَمَا بِدَاخِلِهَا سِيّ جِدًّا.








إرسال تعليق

0 تعليقات