مقال القبة الحديدية بمنظور مختلف
بلال سمير مصر 🇪🇬ا
كلنا نعرف القبة الحديدية التي يستخدمها العدو ليصدّ بها صواريخ المقاومة ويحمي بها مغتصبيه لكنّ ما لا يدركه كثيرون، أن العدو يمتلك قبةً أخرى، لا تُرى بالعين قبة يصنعها بعضنا بأفعالهم، بكلماتهم، بصمتهم… قبة حديدية من نوع مختلف!
حين يصيح أحدهم في وجه الظلم، نخوّفه!
حين ينشر صورةً أو يكتب كلمةً تفضح المجرم، نحذّره!
حين يُفكر بتنظيم وقفة أو مظاهرة، نلجمه
حين يجمع تبرعات أو ينصر غزة، نكبله
نخشى أن يُقطع رزقنا، أن تُراقب هواتفنا، أن يُساء فهمنا… فنختار الصمت.
لكننا لا ندرك أن هذا الصمت، وهذا التراجع، وهذه "الحكمة المفرطة"، كلها صواريخ مضادة… لا تُصيب العدو، بل تُصيب من يحاول أن يُدافع عنا!
حين نُهاجم من يكتب، ونُحبط من يتحرك، ونُخيف من يصرخ، نحن لا نحمي أنفسنا… نحن نحمي عدونا!
نحن من نصنع له قبة حديدية اجتماعية ونفسية تُخفف عنه ضغط الشعوب.
نحن من نوفر له جبهة داخلية صامتة، لا تُقلقه ولا تُقاومه.
نحن من نبني له سياجًا من اللامبالاة، ودروعًا من "الحياد"، ووسائد من "العقلانية الكاذبة".
فكّر جيدًا…
حين تهاجم من يصرخ لغزة، أنت تبني قبة حديدية تحمي العدو.
حين تبرر بقاءك على الحياد، فأنت تمنح العدو درعًا إضافيًا.
حين تستهزئ بمن يضحّي، فأنت تقطع أوتار المقاومة المعنوية.
حين تحمّل المقاومة مسؤولية الدمار، فأنت تُعفي القاتل وتُدين الضحية.
لا تكن القبة الحديدية التي تحمي عدوك…
كن السهم الذي يخترق صمته، والصوت الذي يوقظ غفلته، والموقف الذي يربك حساباته.
0 تعليقات