قاسم الناير السودان 🇸🇩 يكتب....رمضان و الفلكلور السوداني

 

قاسم الناير  السودان 🇸🇩  يكتب....

رمضان و الفلكلور السوداني رحلة في القيم و الروحانية

رمضان في السودان ليس مجرد شهر للصيام والعبادة، بل هو رحلة متكاملة تجمع بين القيم الروحية والإنسانية. يتجلى ذلك بوضوح في الممارسات الرمضانية التي تُميز المجتمع السوداني، ومنها "البرش"، الذي يعكس قيمة اجتماعية فريدة. البرش في السودان هو تقليد رمضاني راسخ يعبر عن التكافل الاجتماعي بشكل استثنائي. يتم وضعه أمام المنازل وفي الشوارع لتقديم الإفطار الجماعي للمارة والصائمين. تُغلق الطرقات وتتوقف السيارات ليشارك الجميع في هذه اللحظات الإنسانية، دون النظر إلى الهوية أو الانتماء. هذه المبادرة تُظهر روح الكرم والتعاون التي يتميز بها الشعب السوداني.


ارتبط الفلكلور السوداني بمسميات رمضانية معبّرة، مثل "العشرة الأولى انكسر جناحها"، "العشرة الثانية كُسر عنقها"، و"العشرة الثالثة، اليوم السابع والعشرون عنده حُمى واليوم التاسع والعشرون يحتضر". هذه المسميات تعبر عن مسار الزمن الذي يعكس دورة حياة الإنسان، وهو جزء من عراقة الموروث الثقافي السوداني.


يُعد رمضان قمة التعبد في المجتمع السوداني، حيث يتجلى فيه الجانب الروحي من خلال صلاة التراويح، قيام الليل، والابتهالات. ورغم صعوبة الأجواء، خاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يحمد السودانيون الله على المشقة في سبيل نيل البركات. رمضان يعزز قيم التراحم ليس فقط بين الأقارب، بل بين كافة أفراد المجتمع. تظهر هذه القيم في مبادرات مثل "سلة الصائم"، التي يجتمع فيها الجميع لتقديم المساعدة. كما ينتعش الاقتصاد المحلي في هذا الشهر الفضيل بوفرة السلع وانتشار البركة.


تُعد ليلة القدر جوهر رمضان، حيث يجتهد السودانيون لنيل رضا الله وتحقيق الأمنيات وتغيير الأقدار. وفي ختام الشهر، يودع السودانيون رمضان بحزن على نهايته وفرح على أمل عودته مجدداً. الشهر الفضيل يجمع القيم الروحية والإنسانية في لوحة رمضانية لا مثيل لها.


Daily graph Arabia 

إرسال تعليق

0 تعليقات