على كف عفريتעל כף ידו של שד
سعيد ابراهيم السعيد
التطورات السياسية في إسرائيل أصبحت أشبه بلغم موقوت… وهذه هي الحقيقة .
أبدى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الثلاثاء، استعداده للتوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن تحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة، وذلك في أعقاب انسحاب حزبين دينيين من حكومة نتنياهو، وإعلان حزب ثالث نيته الاستقالة قريباً.
وأكد لابيد خلال مشاركته في مؤتمر نظمته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بالتعاون مع معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أنّه مستعد لمنح نتنياهو "شبكة أمان" في الكنيست فقط، لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويقصد بذلك توجيه حزبه "هناك مستقبل" الذي يملك 24 مقعداً في الكنيست، بعدم السعي إلى إسقاط الحكومة حال طرح تصويت لحجب الثقة عنها، بل منحها أصواتاً إذا كانت بصدد إبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وقال لابيد: "صفقة الرهائن هي القضية الوحيدة التي أرغب في القيام بها من أجل نتنياهو، إلى جانب الاتفاق معه على موعد لإجراء الانتخابات المبكرة".
ويأتي هذا الموقف عقب إعلان حزب "أغودات إسرائيل" الديني انسحابه من حكومة نتنياهو، بعد ساعات من خطوة مماثلة اتخذها شريكه حزب "ديغيل هتوراه"، وذلك على خلفية أزمة تجنيد اليهود المتدينين "الحريديم".
ويشكل الحزبان معاً تحالف "يهدوت هتوراه" ولديه 7 مقاعد بالكنيست (البرلمان)، ما يترك للحكومة 61 مقعداً من أصل 120، وهو الحد الأدنى من المقاعد المطلوبة للحفاظ على بقائها.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "عقب إعلان ديغيل هتوراه مساء الاثنين، أعلن فصيل (حزب) أغودات يسرائيل انسحابه من الحكومة والائتلاف"، علماً أن تحالف "يهدوت هتوراه" يمثل المتدينين الإسرائيليين "الحريديم" من ذوي الأصول الغربية.
وتأتي الاستقالة على خلفية عدم تقديم الحكومة مشروع قانون يسمح لليهود المتدينين بالحصول على استثناءات من الخدمة العسكرية، وفق صحيفة "يديعوت".
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في حزب "شاس" الديني، لم تسمهم، قولهم إن الحزب يعتزم أيضاً الاستقالة من الحكومة الخميس، على الخلفية ذاتها.
وفي حال انسحاب حزب "شاس" الذي يملك 11 مقعداً من الحكومة ويمثل الحريديم ذوي الأصول الشرقية، يسقط الائتلاف الحكومي الذي يحكم منذ أواخر ديسمبر 2022.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن الحكومة في "مأزق عسير" بسبب أزمة تجنيد الحريديم.
وأوضحت أن "الأحزاب الدينية كشفت سلسلة مطالب، أبرزها إلغاء عشرات آلاف أوامر التجنيد الصادرة لطلاب المعاهد الدينية الخاصة بها، وتجديد تمويل تلك المعاهد، إضافة إلى فرض عقوبات على الأفراد الرافضين للخدمة بدل معاقبة المؤسسات الدينية".
ويواصل الحريديم احتجاجاتهم ضد الخدمة في الجيش عقب قرار المحكمة العليا الصادر في 25 يونيو 2024، إلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
ويشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل تهديداً لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
الهشاشة السياسية في أعلى مستوياتها، والانتخابات المبكرة اصبحت قريبة جدًا والحكومة الإسرائيلية أصبحت على كف عفريت.
#حفظ_الله_مصر
🇪🇬
0 تعليقات