يا حبيبي
مهما طال البعاد، وبعُدت المسافات، سوف يبقى بيني وبينك عزفا لم يُعزف من قبل ولا من بعد، عَزفُ العشق المستحيل المُخلّد، وسيبقى للعاشقين دواء، لن يفهمه أي شخص آخر إلا من عان مثلي، عشقتك من بعيد، وتواصلنا بالكلمات، ونمنا على أذرع الشوق بين الحروف، والمعاني والهمسات، والنجوى، والتمني، والرجاء، وبين كل كلمة وكلمه تتساقط دموع بحرارة الشوق واللهفة والحنين، وبين كل سطر وآخر أتوقف لأتمعّن كلماتي، فلربّما نسيت كلمة تعبّر لك عن ألمني ومعاناتي ولربّما تجد صدا بقلبك فيرأف بي ويحسّ بما أعانيه ويشفق لحالي، فلقد اعتدت أن أشكو بيني وبين نفسي أو للقمر والنجوم في ليلة صحو أسهر معهم وأترقب عسى أن تحنّ وتأتي منك رسالة ولو عن طريق الخطأ، ثم أخاطب القمر وأسأله إن كان رأى حبيبي وأساله كيف حاله؟؟
أتراه بخير؟؟ هل يتذكّرني ويسأل عنّي مثلي، أم ما عدنا بباله؟؟ أخبرني ياقمر؟؟؟
ثم أعود لنفسي والقلب يتعصّر ألما وشوقا فألجأ لقلمي فليس لي سواه، لكنّه يعاندني ولا يكتب إلا ما يمليه قلبي عليه فلقد فقدتُ السيطرة ولم أعد قادرة أن أتحكّم به،
وحتى عقلي أعلن العصيان والتّمرد،
كلّ ما أحاول نسيانه تتأجّح نيران الشوق بداخلي فتصبح مثل بركان ثائر لو انفجر لغطّى الكون بإسره من قوّة عشقه فلقد أصبح بالنسبة له هو النبض والهوى يحيا بقربه،
ويموت لو غاب لحظة واحدة عنه،
حبيبي يا من غدوت النبض والهوى
من حبّك قلبي تعذّب وانكوى
إرحمه واشفق لحالي وحاله
لا يدقّ لغيرك لوطال البعاد والنوى
أنت له الحياة والمنى والرجا
أنت كلّ السعاد ة والهناء والسلوى
أنت لي حلم سنين طوال إنتظرته
كبلسم لجراحي أنت له الطبيب
والدوى
على العهد والوعد دوما
سُجّل بكتاب قلبي أغلق وانطوى
كلّما حاولت نسيانك طيفك يأسرني
يمنعني حتّى عن اللّوم و الشكوى
كم من عاشق قتله عشقه وأفنى
وكم من عزيز ذلّه عشقه
عليه جنا واستقوى
لا أملك سوى الدعاء لرب رحيم
زرع المحبّة بالقلوب وغوى
عسى أن يجمعني بحبّي مثلما
جمع يعقوب بيوسف بعد
طول غياب وبالوصال روى
بقلمي أنا الشاعره والأديبه وسفيرة
0 تعليقات