المقابسة الخامسة بقلم عبد السلام أضريف

 

المقابسة الخامسة 

في شرف الزمان والمكان
 وتفاوت الناس في الفضيلة



                ما أحوج العالم العربي الى نمادج نقاشات ثقافية سامية من حيت محتوى مضمونها ، وغزارة حوارها ، فضلا عن ابعادها الادبية الرفيعة ، تكون شبيهة بالمقابسات التي كانت تزخر بها المجالس الثقافية الحاضنة لكل اصناف العلماء ، والأدباء والكتاب والشعراء المصرون على تنزيل المقاربة التشاركية بفضل ارايهم ، بخصوص كل علم .


       اِن( ابي حيان التوحيدي ) خلد لنا من خلال مقابساته العديد من القضايا والامور التي لها ارتباط وثيق بالحياة اليومية ، كما هو عليه الامر  في مقابسته الخامسة ،والتي تطرح مجموعة من الإشكالات المرتبطة بافضلية زمان على اخر،  او مكان على اخر ، حيت جاء فيها ما يلي : 


                  " قلت لأبي بكر القومسي وكان كبيراً في الأوائل: 

             بأي معنى يكون هذا الزمان أشرف من هذا الزمان، وهذا المكان أفضل من هذا المكان، وهذا الإنسان أشرف من هذا الإنسان؟ 


            فقال: هذا يشعر بإفاضة الزمان إلى سعادة شائعة، وعز غامر، وبركة فائضة، وخصب عام وشريعة مقبولة، وخيرات مفعولة، ومكارم مأثورة من جهة شكل الفلك بما تقتضيه بعض أدواره؛ 

وكذلك المكان إذا قابله أثر من هذه الأجرام الشريفة، والأعمال المنيفة. 


       وأما الزمان الذي هو رسم الفلك بحركته الخاصة فليس فيه جزء أشرف من جزء، وكذلك المكان لأنه رديف الزمان. ولا سبيل في مثل هذه المسائل إلى معرفة الحقائق إلا بالأمانة التي هي شاملة للعالم، غالبة عليه من محيطه إلى مركزه. وأما الإنسان فلا شرف له أيضاً على إنسان آخر، من جهة حده الذي هو الحياة والنطق والموت، لأن الحد في كل أحد واحد، فإذاً لا شرف من هذا الوجه ، فان اعتبر بعد هذا ، فعل هذا ،  وفعل ذاك من جهة الاختيار والاكتساب والإجتلاب، فذاك يقف على الأشرف فالأشرف، والأعلى فالأعلى، بحسب ما يوجد منظوماً في نفسه، نافعاً لغيره، واقعاً موقعه الأخص منه. 


 مقتبسات ابي حيان التوحيدي 


        الخلاصة من المقابسة الخامسة ، فلا شرف لزمان على اخر ، والمكان كردبف للزمان ، بدوره ليس له افضلية على اخر ، فالاشرف والاعلى هو النافع لغيره .


الله غالب 

عبدالسلام اضريف

إرسال تعليق

0 تعليقات