عمران مصطفى الأمين الجزائر
تحليل لقصيدة حنين الروح ل د.مروان كوجر
![]() |
د مروان كوجر |
" حنين الروح "
أنا المشتاق أشقى بالتجافي
وإسمكِ من تألق في غلافي
ومن ماضٍ يراودني بفكري
لذكرى من جمالكِ وانشغافي
نسيمكِ قد دعاني في فتونٍ
لكي أنطق وأدليَّ باعترافي
نظرتكِ بلسمَ الأسقام جوداً
وأنتِ مَنْ وسمتكِ في قطافي
وفي لحنٍ تموسقه الحنايا
شدا قلبي لرزقٍ مِنْ كفافي
قطفتكِ درةً من عين شمسٍ
وظنِّي أن ستبقي في ضفافي
ومن لهفي نقشتكِ في الحنايا
ومن عطرٍ كتبتكِ في صحافي
فهل يكفي لوصفكِ بيت شعرٍ
وسحركِ قد تجلَّى بالقوافي
أنا من كنت أنشدك لقلبي
وفي ماضٍ تأفَّف من عفافي
دعوتكِ كي أضمَّكِ في الحنايا
فجاء الردُّ نزفاً من رعافي
ومن قدري وجدتكِ بارتباطٍ
فلمتُ النبض في عرفٍ ينافي
فلن ترقى المحبة مع رهينٍ
ولم تكسر قيودك للتصافي
فهل لي أن أفكر في نعيمٍ
وقد مَكِنَتْ ظروفكِ من جفافي
فلم أرغب لهدمٍ يؤذي قلبي
تركتُ القلبَ يشقى بالتغافي
سألتُ الله أن يرفدكِ غدقاً
لتروي الروحَ حباً مع خلافي
وفي أملٍ لأنجو من حنيني
رجوتُ الشوق ينأى عن طوافي
فكيف الوجد يسلاكي وينأى
وأنت من مزجتك مع حوافي
كفى ياشوق قد أبليتَ قلبي
دعوت الله دعماً للتعافي
فهل يا دهر تبقيني رهيناً
أعاني السقم من هجر التشاقي
أنا قلب تفتت من عناءٍ
ومن وهننٍ عفيتكِ من هتافي
فيا غيداء رفقاً من شغوفٍ
فقلبي للتَّحمُّل غير كافي
بقلم المستشار الثقافي
السفير.د. مروان كوجر
هذه القصيدة بعنوان "حنين الروح" تعكس مشاعر الشوق والحنين من خلال استخدام لغة شعرية متأملة مليئة بالتشبيهات والرموز. دعونا نحللها بتفصيل أكثر:
1. الموضوع العام:
- القصيدة تدور حول الشوق العميق والحنين العاطفي تجاه شخص معين. يظهر الشاعر مشاعر الألم الناتجة عن الجفاء والبعد، ويبرز تأثير ذلك على روحه وقلبه.
2. البناء اللغوي والأسلوبي:
- التشبيهات والاستعارات: استخدم الشاعر العديد من التشبيهات والاستعارات لإبراز مشاعره. مثل "نسيمكِ قد دعاني في فتونٍ" حيث يشبّه الشاعر التأثير العاطفي للحبيبة بنسيم يدعوه للاعتراف بمشاعره.
- الجناس والتكرار: يظهر الجناس في عبارات مثل "شوق... تشاقي" وهو يعزز الموسيقى الداخلية للنص ويضيف إيقاعاً خاصاً.
- التكرار: تكرار استخدام كلمة "فهل" في بعض الأبيات يعزز من حالة التساؤل والبحث عن إجابات التي يشعر بها الشاعر.
3. المعاني والدلالات:
- الشوق والمعاناة: القصيدة تعبر عن حيرة الشاعر بين التمسك بالحب وبين واقع الجفاء. يظهر في البيت "فهل يكفي لوصفكِ بيت شعرٍ" شعور بالعجز عن التعبير الكامل عن مشاعره عبر الكلمات.
- الصراع الداخلي: يظهر الشاعر صراعه بين رغباته في الاقتراب من محبوبته وبين واقع عدم التلاقي، وهو ما يعكسه في البيت "فلن ترقى المحبة مع رهينٍ".
- الدعاء والتضرع:في نهاية القصيدة، يتحول الشاعر إلى الدعاء متمنياً أن يتعافى من هذا الحب المؤلم، كما يظهر في البيت "دعوت الله دعماً للتعافي".
4. النغمة والجو العام:
- الحنين والحزن: تتسم القصيدة بنغمة حزينة وحنين دائم، يعبر الشاعر عن مشاعره بطريقة تعكس الألم الداخلي والرغبة في الانفصال عن هذا الشوق.
5. الختام:
- نهاية مفتوحة:تنتهي القصيدة بسؤال يعكس استمرار المعاناة "فهل يا دهر تبقيني رهيناً"، مما يترك القارئ مع شعور بعدم اليقين حول مستقبل الشاعر مع حبه.
6. المغزى:
- المغزى من القصيدة يمكن تلخيصه في الحنين الدائم، وأن الحب قد يكون مصدر سعادة لكنه أيضاً قد يجلب الألم والمعاناة، وأن الشاعر يسعى للتعافي من هذا الألم من خلال الدعاء والتضرع إلى الله.
القصيدة تنجح في نقل مشاعر الشاعر بصدق وباستخدام لغة غنية بالصورة والرموز، وهي تعبر عن تجربة إنسانية مشتركة تتعلق بالشوق والحنين العاطفي.
0 تعليقات